الرؤية والرسالة
إعلانات منتديات آل سندي الرسمية
مساحة إعلانيةالاتصال برئيس مجلس الإدارة مباشرةالاتصال برئيس مجلس الإدارة مباشرة
شركة المستضيف المبدعtvquran
مساحة إعلانية



من هم السنود ؟ نحن السنود

لِـ هُطوُلِكُمْ آيَادِيْ تَمْتَدْ لِـ المُصَافَحَةِ بِ شَوقْ


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04-08-2010, 04:31 AM
 
ابو الود
عضو مـتـقـدم

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ابو الود غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 71
تـاريخ التسجيـل : Feb 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : أرض الإسلام ولله الحمد
المشاركـــــــات : 391 [+]
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابو الود is on a distinguished road
افتراضي من هم السنود ؟ نحن السنود

من هم السنود..؟؟

نحن آل السندي

بمختلف طوائفها ومختلف أصولها*
منا من هو أصله من تلك البلاد وله الشرف*
ومنا من هو من الذين هاجروا إليها أوافتتحوا تلك البلاد مع ابن القاسم ولهم الشرف أيضاً*
ومنا من هو من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم*
ومنا من هو من نسل صحابته*
ومنا من هاجر إلى السند ثم رجع لأرض محمد صلى الله عليه وسلم*
ومنا من استقام له العيش هناك*
ومنا من لم يهاجر بل تعلم اللغة السندية وأجادها فوصم بهذا اللقب*
تختلف أعراقنا* وثقافاتنا وننتشر في كافة الكرة الأرضية*
من شرقها لغربها*
منا من نشر الدين الحق*
ومنا العلماء ومنا دون ذلك*
هذه بلادنا
وتلك بلادنا انتسبنا إليها*
ولنا الفخر والعزة بدين الإسلام فقط...


حضارة وادي السِّنْد

كانت واحدة من أولى الحضارات العالمية العظيمة.
بدأت هذه الحضارة في الازدهار قبل نحو 4500 عام*
وكانت تتمركز في أودية النهر الشاسعة*
وهي المنطقة التي تُعرف الآن باسم الباكستان* وشمال غربي الهند.
وتُسمى هذه الحضارة في بعض الأَحيان بـحضارة هارابا.
واكتسبت هذه الحضارة اسمها من اسم مدينة هارابا الباكستانية*
حيث اكتشف علماء الآثار لأول مرة دلائل تشير إلى وجود حضارة.

تطور حضارة وادي السند.

تطورت هذه الحضارة بوساطة جماعات كانت تمارس الزراعة والرعي*
وعمل بعضها مع بعض بالتجارة.
وفي حوالي عام 2500 ق.م*
أصبحت هذه الجماعات أَكثر اتحادًا من حيث الثقافة*
وبدأت بناء مدن خُططت بصورة دقيقة في بعض الأماكن.
ونمت بمرور الوقت حضارة وادي السند
لتشمل معظم ما يُسمَّى اليوم باكستان وأجزاء مما يعرف اليوم بأفغانستان*
وشمال غربي الهند.
وكان قلب تلك الحضارة الوادي الشاسع
الذي كانت تغمره مياه فيضان نهري السند وهاكرا*
أما نهر هاكرا* وقد عُرف أيضًا باسم نهر غاغار وساراسفاتي*
فقد جفَّت مياهه الآن.
وكانت مياه ذلك النهر تنساب إلى جهة الشرق من نهر السند وبمحاذاته*
في المناطق التي تُعرف حاليًا بالهند والباكستان.
وقد طورت تلك الحضارة نظامًا معياريًا للأوزان والمقاييس*
ونظام الكتابة التصويرية وهو النظام الذي يعتمد على رسومات بسيطة تمثل الكلمات.
وفي أوائل القرن التاسع عشر*
أدرك العلماء البريطانيون
أن الناس في تلك المنطقة اكتشفوا أعمالاً فنية قديمة مطمورة تحت رَوَابٍ ترابية ضخمة.
ولكن لم يبدأ علماء الآثار الحفريات في تلك المناطق إلا في العشرينيات من القرن العشرين*
ومن ثم اكتشفوا أنها احتوت على بقايا مدن شُيدت أثناء حضارة لم تكن معروفة من قبل.
وتم العثور على المئات من مواقع تلك الآثار.

ثقافة وادي السند.

خطط الناس الذين عاشوا فترة حضارة وادي السند لبناء المدن بدقة شديدة.
وتم تشييد المباني على منصات من الطوب المصنوع من الطين
وكانت تلك المنصات تحمي المباني من الفيضانات الموسمية.
وشُيدت المنازل بالطوب المجفف بحرارة الشمس.
وكان أغلب المنازل مكونًا من طابقين*
كما كان لمعظمها مناطق للاستحمام مُدت بالمياه من بئر عامة مجاورة*
أو من بئر محفورة في المنزل. وبالنسبة للمجتمعات الكبيرة*
كان كل منزل موصولاً بنظام صرف متقن يمتد على نطاق المدينة بأسرها.
وشملت المنشآت الأخرى مباني كبيرة استُخدمت لخزن الحبوب ولأغراض أخرى.
ومارس أهل حضارة وادي السند التجارة بعضهم مع بعض على نطاق واسع.
وتاجر سكان المدن مع جيرانهم من الجماعات الزراعية*
ومع الجماعات التى سكنت في مناطق بعيدة*
ومارست عمليات التعدين.
وربما كانت البضائع التي تم الاتجار بها تشمل
القطن*
والأَخشاب*
والحبوب*
والحيوانات.
أما فيما يتعلق بالمواصلات فقد استخدم الناس حيوانات الحمل*
والمراكب النهرية*
والمركبات التي تجرها الثيران.
وتاجر أهل حضارة وادي السند كذلك مع أهل حضارات أخرى*
بما في ذلك حضارات في أواسط أسيا*
وبلاد ما بين النهرين*
وعلى طول الخليج العربي.
وأنتج حرفيو حضارة وادي السند مجموعة منوعة من الأشياء المفيدة والزخرفية.
واستخدموا النحاس* والبرونز* لصناعة الآلات* والمرايا* والخزفيات و المقالي*
واستُخدمت العظام والصدف والعاج لصناعة الحلي والأدوات وقطع الألعاب وغيرها من تطعيم الأثاثات.
كما نحت حرفيو حضارة وادي السند الأواني المنزلية
وصنعوا الحُلِي من الفضة والذهب*
كما صنعوها من الحجارة والخزف.
وصنع نحاتو حضارة وادي السند أشكال الحيوانات والناس*
من الطين وربما كان ذلك لأغراض تتعلق بالطقوس الدينية.
وكما صنعوا تماثيل صغيرة من الأحجار الجيرية التي ربما كانت ممِّثلة للآلهة أو لأشخاص مُهمِّين.
وشملت الأشياء الأكثر غرابة التي وُجدت في مواقع مناطق حضارة وادي السند
أختامًا مربعة الأشكال منحوتة من الأحجار*
وعليها كتابة بالصور البسيطة ورسومات للحيوانات.
كما وُجدت كتابات بالصور على الفخار وغيره من الأشياء التي صنعها حرفيو حضارة وادي السند.
وعلى كل حال*
فإن العلماء لم يستطيعوا فك رموز معنى الكتابات التي عثروا عليها.
وكان أهل حضارة وادي السند يدفنون موتاهم في أغلب الأحيان في توابيت خشبية
مع الأواني الفخارية والأوعية الأُخرى.

فتح السند

من أفضل البحوث الموجودة على الشبكة بحثاً للكاتب
شريف عبد العزيز من مفكرة الإسلام الذي كتب بحثاً قيماً عن المصادر التالية:
تاريخ الطبرى / الكامل فى التاريخ / البداية و النهاية / المنتظم / تاريخ الخلفاء / محاضرات الدولة الأموية / فتوح البلدان / أطلس تاريخ الإسلام /التاريخ الأسلامى / سير أعلام النبلاء /وفيات الأعيان / شذرات الذهب / العبر فى خبر من غبر .


القائد الفتى 'محمد بن القاسم' فاتح بلاد السند

مقدمة :
إن سيرة هذا البطل الذى سوف نتكلم عنه هذه المرة*
لهى مصدر فخر وعز وإستعلاء للأمة الإسلامية والدين الإسلامى*
الأمة التى كان من أبنائها مثل هذا البطل الذى قاد الجيوش المقدامة
وولى الأقاليم الكبيرة
وفتح المدن العريقة وأدخل الإسلام إلى بلاد السند والهند
وأباد ملوك الكفر وحطم الأوثان والمعابد الشركية*
قام بذلك كله وهو فتى فى ريعان شبابه ولم يبلغ العشرين*
فحرى بكل أب مسلم أن يربى أبناءه على سيرة أمثال هذا البطل
الذى ينبغى أن يكون قدوة للشباب الذين تاهت عقولهم فى أودية الدنيا
ولم يعد أمامهم مثل هذا البطل القدوة .

من هو محمد بن القاسم ؟

اسمه بالكامل محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبى عقيل الثقفى*
ولد سنة 72 هجرية بأرض العراق
وكان أبوه القاسم بن محمد مما جاء لأرض العراق
عند الحرب بين ابن الزبير رضى الله عنه وعبد الملك بن مروان*
فأقام بها وهو ابن عم الوالى الشهير والمثير للجدل بشدة
الحجاج بن يوسف الثقفى*
وهذا الرجل رغم مساويه الكثيرة
والشناعات العظيمة التى أثرت عنه*
إلا أنه محباً للجهاد مهتماً بتدبير الجيوش ونشر الإسلام*
وكانت له عين فاحصة فى إختيار الأبطال ومعرفتهم وبخبرته الواسعة بشئون الجهاد*
وقعت عينه على ابن عمه الصغير 'محمد بن القاسم'
فبدأ فى تقريبه وإسناد بعض المهام الصغيرة من أجل إختبار مدى عزمه وكفاءته
وترقى فى إختباراته له حتى أبان الصغير عن همة عالية وكفاءة قيادية منقطعة النظير .

بيئة الأبطال :
كانت دولة بنى أمية معنية أشد الاعتناء بنشر الإسلام فى ربوع المعمورة*
لذلك كان سوق الجهاد قائمة فى بنى أمية ليس لهم شغل إلا ذلك*
فعلت كلمة الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وقد أذلوا الكفر وأهله*
وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً فلا يتوجه المسلمون إلى بلد إلا أخذوه*
ولم تنكسر لهم راية أو يديل عليهم عدو أو يخرج من أيديهم بلد فتحوه*
وفى ظل هذه البيئة الجهادية ظهر بطلنا المقدام محمد بن القاسم .

المسلمون وبلاد السند :

كانت بلاد السند [باكستان الآن] هدفاً لحركة الفتح الإسلامى المباركة
أيام الخليفة الراشد 'عمر بن الخطاب' رضى الله عنه*
فلقد أرسل عامله على البحرين 'عثمان بن أبى العاص' جيشاً بقيادة أخيه 'الحكم'
إلى ساحل الهند عند مدينة 'تانة' وذلك سنة 15 هجرية
ثم إلى مدينة 'بروص'
ثم إلى 'خور الدبيل'
وحقق خلالهما عدة إنتصارات
ولكن الخليفة خاف من مواصلة الغزو خوفاً على المسلمين من بعد الديار*
وكان ذلك أيضا رأى أمير المؤمنين 'عثمان' رضى الله عنه*
فلما تولى 'على بن أبى طالب' رضى الله عنه الخلافة
أرسل الحارثة بن مرة العبدى إلى السند
فأغار على أطرافها وظفر منها وظل بها حتى استشهد فى عهد 'معاوية' رضى الله عنه سنة 42 هجرية .

حدث تطور كبير فى غزو السند أيام 'معاوية بن أبى سفيان'
حيث أمر القائد الشهير المهلب بن أبى صفرة بغزو السند
ثم غزاها عبد الله بن سوار العبدى
ثم سنان بن سلمة الهذلى
ففتح 'مكران' ومصرها وأسكنها العرب
وهذا أول جزء من غربى البنجاب يدخل فى دولة الإسلام*
وبعد ذلك فصل المسلمون بين بلاد الهند وبلاد السند*
فلما تولى الحجاج الثقفى
جعل من أولوياته فتح هذا الثغر العظيم
خاصة بعد قتل عامله 'محمد بن هارون النمرى' فى قتاله مع ملك السند 'داهر'
وقد رأى أن هذا الفتح لن يتم إلا بجيش قوى على رأسه قائد شجاع
لا يبالى بجيوش 'داهر' الضخمة
ولا يستوحش من بعد المسافة وطول الطريق إلى السند*
وبعد بحث وتقليب نظر فى قائمة القادة الأبطال*
وقع الإختيار على بطلنا 'محمد بن القاسم'
وكان وقتها فى السابعة عشر من العمر*
وكان ذلك سنة 89 هجرية حيث بدأت فصول المجد والبطولة فى حياة هذا القائد الصغير .

**==**

ونقلاً عن الدكتور عبد الله مبشر الطرازي
فقد حدث في سنة 88هـ أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات*
وقد مات آباؤهنَّ
ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك*
فقررن السفر للإقامة في العراق*
ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ*
بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك*
وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند*
خرج قراصنة من السند واستولوا عليها.
وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة*
ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم*
فبعث الحجاج حملتين على الديبل*
الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي*
والثانية بقيادة بديل البجلي*
ولكن الحملتين فشلتا*
بل قتل القائدان على يد جنود السند.
ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل*
ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب*
وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد
التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.
وبالفعل قرر الحجاج فتح بلاد السند كلها*
وقد وقع اختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود الجيش العربي*
وجهزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال.
وتحرك البطل محمد بن القاسم بجيشه المكون من ستة آلاف مقاتل
من العراق إلى الشيراز في سنة 90هـ*
وهناك انضم إليه ستة آلاف من الجند*
وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند*
فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين*
حتى التقى الجيش العربي بقيادته مع الجيش السندي بقيادة الملك داهر*
في معركة دامية مصيرية سنة 92هـ*
وكان النصر للحق على الباطل*
فقد انتصر المسلمون على المشركين*
وقتل ملك السند في الميدان*
وسقطت العاصمة السندية في أيدي العرب.
واستمر محمد بن القاسم في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند
حتى انتهى منها سنة 96هـ*
وبذلك قامت أول دولة عربية في بلاد السند والبنجاب أي بلاد باكستان الحالية.
وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير*
وفي العدل والكرم* إذا قورن بكثير من الأبطال*
وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة*
ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء.
ولم تجتمع أخبار محمد بن القاسم المتفرقة إلى زمن قريب في كتاب*
اللهم إلا على شكل مقال أو قصة*
ولاسيما قصة بطل السند للأستاذ محمد عبد الغني حسن*
وقد استفدت منها بأخذ بعض المعلومات التي تتعلق بحياته قبل فتح بلاد السند عند كتابة هذا المقال*
حتى شاء الله تعالى أن تكون من نصيبي
كتابة تاريخ كامل مفصل لبلاد السند والبنجاب في عهد العرب*
في القرون الأربعة الأولى للهجرة*
من صدر الإسلام إلى أواخر العصر العباسي*
وفي هذا الكتاب يوجد باب مستقل
يحتوي على أخبار فتوحات محمد بن القاسم في بلاد السند والبنجاب
وأعماله المجيدة لخدمة الإسلام.
كما أنني أوضحت الأسباب السياسية التي أدت إلى قتله نتيجة لنزوات الأحقاد*
وبذلك خسر العالم الإسلامي والعربي فاتحًا عظيمًا.

**==**

معالم البطولة :

عندما تولى 'محمد بن القاسم' قيادة الحملة الجهادية المتجه إلى بلاد السند
اشترط على 'الحجاج بن يوسف الثقفى'
عدة شروط تبرهن على مدى الكفاءة القيادية والقتالية لمحمد بن القاسم منها :

1- أن يكون الجيش كامل التجهيز والإعداد والمؤن حتى لا تتوقف سيرة الفتح* فأمده الحجاج بجيش يقدر بستة آلاف مقاتل مجهزين بكل شىء حتى المسال والإبر والخيوط .
2- أن يرافق الجيش البرى أسطول بحرى ليكون الهجوم مزدوجاً وفى إتجاهين* ووافق الحجاج
3- أن يواصل الجهاد والسير حتى ينتهى من فتح بلاد السند كلها* ووافق الحجاج .

رحلة الفتح المبارك :

كان لمحمد بن القاسم فى رحلته للفتح المبارك هدفان
الأقرب الانتقام من 'داهر' ملك السند الوثنى الذى قتل المسلمين بأرضه
وآخرهم 'محمد هارون النمرى'*
والأبعد فتح بلاد السند وما ورائها من بلاد الهند ونشر الإسلام فى هذه الربوع الشاسعة .

تحرك محمد بن القاسم بجيشه القوى إلى 'مكران'
فأقام بها عدة أيام يستجمع قوته بعد سير طويل
وذلك لفتح مدينة 'الدبيل' أحصن مدن السند*
وفى الطريق إليها فتح مدينة 'قنزبور' و'أرمانيل'
ثم واصل السير حتى نزل على مدينة 'الدبيل'
وذلك يوم جمعة ووافاه الأسطول بآلات الحصار
ومنها المنجنيق الكبير المشهور باسم 'العروس'
وكان يلزمه 500 رجل لتشغيله*
وضرب 'محمد بن القاسم' حصاراً شديداً على المدينة الحصينة*
واستمات الكفار الهندوس فى الدفاع عن مدينتهم
وفكر 'محمد بن القاسم' فى فكرة عبقرية لفتح المدينة
تعتمد فى الأساس على خبرته بنفسية الأعداء وطبيعة تفكيرهم*
فلقد كان فى المدينة معبد ضخم لصنم معروف عندهم على قمته سارية خشبية طويلة جداً
فى نهايتها راية حمراء كبيرة
إذا هبت الرياح تحركت هذه الراية كأنها كالمروحة الدائرة*
وهى مقدسة عندهم*
فأمر 'محمد بن القاسم' بتوجيه قذائف المنجنيق إلى هذه السارية حتى كسرها*
وهو يعلم بتشاؤم الهندوس من ذلك*
وبالفعل مع إنهيار السارية إنهارت معنويات الكفار
واقتحم المسلمون المدينة*
وفتحوها بعدمعركةطاحنة
وبنى 'محمد بن القاسم' بها مسجداً واستقدم أربعة آلاف من المسلمين
وأسكنهم فى المدينة للتأكيد على إسلام هذه المدينة وطمس الهوية الوثنية عنها .

يوم الإنتقام :

بعد فتح مدينة 'الدبيل' أحصن مدن السند*
واصل محمد بن القاسم سيره* فكان لا يمر على مدينة إلا فتحها
وهدم معابد الوثنية والبوذية بها
وأقام شعائر الإسلام وأسكنها المسلمون
وبنى المساجد حتى غير خريطة البلاد تماماً وصبغها بصبغة إسلامية تامة .

استطاع محمد بن القاسم أن يبهر الهندوس بشخصيته القوية الحازمة
وقد تعجبوا من شجاعته وحسن قيادته لجيش كبير وهو دون الثامنة عشر*
وبالفعل أسلم عدد كبير من الزط وهم من بدو الهنود
وانضم منهم أربعة آلاف رجل يقاتلون مع محمد بن القاسم
وكان لهم أثر كبير فى القتال لخبرتهم بالبلاد ومعرفتهم للغة الهنود .

كانت الأخبار قد وصلت إلى ملك الهند الوثنى 'داهر'
فاستعد للقاء المسلمين بجيوش كبيرة مع سلاح المدرعات الشهير وهم الفيلة*
وقد داخله الكبر والعجب لضخامة جيوشه واستخف بالمسلمين لقلتهم*
ولكنه فوجىء بالإعصار الإسلامى يعبر نهر 'مهران' الفاصل بينه وبين المسلمين*
ويجد 'داهر' الذى كان على ظهر فيل كبير نفسه وجهاً لوجه مع محمد بن القاسم وجنوده*
ويقتتل الفريقان قتالاً مهولاً لم تشهد مثله أرض السند من قبل
ويرى 'داهر' جنوده صرعى من حوله تتخطفهم سيوف المسلمين*
فنزل من على ظهر فيله المنيع ويقاتل بنفسه حتى يأتيه قدره المحتوم
ويقتله المسلمون وينشد قاتله هذه الأبيات : ـ

الخيل تشهد يوم داهر والقنا ***** ومحمد بن القاسم بن محمد

إنى فرجت الجمع غير معرد ******* حتى علوت عظيمهم بمهند

فتركته تحت العجاج مجندلاً ******** متعفر الخدين غير موسد

وبمقتله أدرك المسلمون ثأرهم وانفتحت أمام بلاد السند على مصراعيها
وقد قامت امرأة 'داهر' بحرق نفسها هى وجواريها ووقعت 'صيتا' ابنة داهر فى الأسر .
بعد مقتل 'داهر' واصل محمد بن القاسم سيره ليحقق الهدف الأكبر
والأبعد كما قلنا بعد أن أنتقم من عدو الإسلام 'داهر'
ففتح مدينة 'راور' ثم 'رهماناباذ' ثم استسلم إقليم 'ساوندرى'
وأعلنوا إسلامهم ثم 'سمند' ثم فتح محمد بن القاسم مدينة 'الملتان'
وذلك بعد قتال عنيف إذ كانت معقل البوذية بالسند وغنم منها أموالاً طائلة
حملت كلها إلى الحجاج وقدرت بمائة وعشرين مليون درهم*
ومع الغنائم رأس الطاغية 'داهر' وكانت الحملة قد تكلفت ستين مليون درهم
فقال الحجاج كلمته الشهيرة [شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس 'داهر' .

دوهر بعد داهر :
بعد ان نجح محمد بن القاسم فى القضاء على ملك السند الكبير 'داهر'
برز ملك آخر كان بمثابة الذراع اليمنى لداهر واسمه دوهر
وكان ملكاً على إقليم 'الكيرج' وهى أقصى بلاد السند على حدود بلاد الهند*
فاستعد دوهر للقاء المسلمين وغره الشيطان بأنه سيحقق ما لم يحققه 'داهر'
واصطدم مع المسلمين فنزل به من حر سيوفهم ما لم يطيق
فحاول الفرار ولكن ولات حين فرار أدركته سيوف المسلمين
فقتل كما قتل الذى من قبله والتحق رأسه برأس من سبقه وقال فيه قاتله أيضا :ـ

نحن قتلنا داهراً ودوهر **** والخيل تروى منسراً فمنسراً

فى هذه الفترة مات الحجاج والى العراق الشهير وابن عم محمد بن القاسم*
ولكن هذا لم يرد عزم محمد بن القاسم عن مواصلة الفتح
حيث أصبح الطريق مفتوحاً إلى بلادالهند
وبالفعل بدأ محمد بن القاسم فى فتح مدن الهند فبدأ بمدينة 'سرست'
فدخل أهلها فى طاعة المسلمين وكانوا بحارة مهرة استفاد منهم المسلمون*
وبدا للجميع أن محمد بن القاسم لن يرجع حتى يفتح بلاد الهند أيضا
ولكن حدث تطور مأساوى سريع فى حياة محمد بن القاسم .

مأساة بطل عظيم :

بدأت فصول هذه المأساة والمحنة العظيمة التى تعرض لها بطلنا العظيم الصغير*
عندما توفى الخليفة الوليد بن عبد الملك وذلك سنة 96 هجرية
وتولى مكانه أخوه سليمان بن عبد الملك وكان شديد الكره للحجاج
بسبب جرائم الحجاج وسفكه لدماء الكثيرين لأقل شبهة*
فلما تولى الخلافة قام بتعيين واحد من أشد خصوم الحجاج
وهو 'صالح بن عبد الرحمن' أميراً على العراق
فقام هذا الرجل بعزل كل رجال الحجاج من مناصبهم
ومنهم بالقطع
محمد بن القاسم أمير السند وفاتحها
وعين مكانه 'يزيد بن أبى كبشة السكسكى' .

ولما وصل نبأ العزل لمحمد بن القاسم حاول البعض إقناعه
بالعصيان والانفراد بهذه البلاد البعيدة عن مركز الخلافة*
خاصة وأن جنوده يحبونه وكذلك من أسلم من أهل السند والهند*
وسبق أن ثار بهذه البلاد ثائران من العرب هما
محمد ومعاوية ابنا الحارث العلافى ولكن وجود 'داهر' حال دون انفرادهما بهذه البلاد*
وحاولوا إقناعه بأنه مظلوم ولا ذنب له وتخويفه من صالح بن عبد الرحمن*
ولكن محمد بن القاسم كان من الطراز النادر للقادة الذين يعملون لخدمة الإسلام
ولا يريدون من الدنيا شيئاً فلا مناصب تهمه ولا دنيا تغريه*
وخاف من عاقبة الخروج على الخلافة وما سيؤدى إلى
تفرق الأمة
وتمزق المسلمين
وسفك الدماء بين المسلمين فى فتنة الخروج*
ووافق على قرار العزل مع قدرته على المقاومة والانفراد*
وأنشد فى ذلك قوله :ـ

ولو كنت أجمعت الفرار لوطئت ***** إناث أعدت للو غى وذكور

وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ** ولا كان من عك على أمير

وهكذا توقفت سيرة فتح الهند بعزل هذا البطل
ولكن الذى حدث بعد ذلك كان أشد إيلاماً ومأساوية .

مر بنا من قبل أن 'صيتا' ابنة 'داهر' قد وقعت فى الأسر بعد مقتل أبيها
وانتقلت من العز والملك والغنى والسيطرة إلى أن قتل أبوها وانتحرت أمها
وضاع ملكها وصارت مملوكة بعد أن كانت ملكة*
فامتلأ قلبها غيظاً وحنقاً وبغضاً على البطل الشاب محمد بن القاسم
فلما عزل محمد بن القاسم من منصبه
وعلمت أن أيامه قد ولت أرادت أن تدرك ثأرها وتشفى غليلها
فتقدمت للوالى الجديد 'يزيد بن أبى كبشة' بشكوى
ادعت فيها أن محمد بن القاسم قد اغتصبها بالقوة بعد وقوعها فى الأسر
وهى تهمة عظيمة وفرية دنيئة من وثنية مشركة على بطل عظيم .

و لان التهمة كبيرة قرر الوالى الجديد القبض على محمد بن القاسم
وإرساله إلى والى العراق 'صالح بن عبد الرحمن' للتحقيق*
وبالفعل حمل محمد بن القاسم مقيداً بالأغلال إلى العراق
فأنشد قائلاً بيته المشهور الذى صار بعد ذلك مثلاً سائراً
ويعبر عن صدق إخلاص هذا الرجل ومدى حزنه على توقيفه عن الجهاد فى سبيل الله* قال :

أضاعونى وأى فتى أضاعوا ***** ليوم كريهة وسداد ثغر

وكان مشهد خروج محمد بن القاسم مكبولاً شديد الأثر على أهل السند*
فلقد اصطفوا لوداعه وهم يبكون على فراقه وما صار إليه*
والعجب العجاب أن الله عز وجل قد أظهر آيه سريعة وباهرة لبراءة البطل العظيم*
حيث لم يمض على خليفته فى ولاية السند 'يزيد بن أبى كبشة' سوى سبعة عشر يوماً ثم مات فجأة .
وقد فرح كفار السند لخروج محمد بن القاسم وتنفسوا الصعداء
وخلعوا الطاعة وعادوا للكفر وهموا بإخراج المسلمين*
كل ذلك لأن الساحة قد غاب عنها أسدها وأشدها .
النهاية الحزينة :
كان والى العراق الجديد 'صالح بن عبد الرحمن' شديد الكراهية والبغضاء للحجاج الثقفى*
ذلك لأن الحجاج قد قتل آدم أخا صالح وكان يرى رأى الخوارج*
فأراد صالح أن يدرك ثأره من الحجاج وذلك بالانتقام من أقربائه
وهذا هو عين التعصب والظلم والجور وهو ما كان يفعله الحجاج أيضا مع خصومه*
فإن الله عز وجل قال {ولا تزر وازرة وزر آخرى} .
قام صالح بن عبد الرحمن بحبس محمد بن القاسم فى سجن مدينة واسط
الذى طالما زج فيه الحجاج خصومه لأدنى شبهة
وبنفس آلات التعذيب أمر صالح بتعذيب محمد بن القاسم حتى يعترف
هل ارتكب هذه الجناية الشنيعة التى افترتها الوثنية 'صيتا' عليه*
ومحمد بن القاسم يقسم أنه برىء ويصر على ذلك* وينشد أشعاراً مؤثرة يقول فيها :ـ

فلئن ثويت بواسط وبأرضها ***** رهن الحديد مكبلاً مغلولاً

فلرب قنية فارس قد رعتها ***** ولرب قرن قد تركت قتيلاً


ويظل محمد بن القاسم صامداً تحت التعذيب
مستمسكاً ببراءته وطهارته من هذه الفرية الحقيرة
ولا ذنب له سوى فتوحاته العظيمة وقهره لملوك الكفر*
ولكونه ابن عم طاغية أخذت عشيرته بجريرته*
حتى جاءت اللحظة الحزينة التى مات فيها مظلوماً شهيداً إن شاء الله
وتنطفىء شمعة لو قدر لها البقاء لصارت شمساً محرقة لأعداء الإسلام
ولفتح المسلمون الهند التى تأخر فتحها بعد ذلك بعدة قرون .
وقد مدحه شعراء زمانه ورثوه وبكوا عليه فهذا حمزة بن بيض الحنفى يقول :


إن المروءة والسماحة والندى **** لمحمد بن القاسم بن محمد

ساس الجيوش لسبع عشرة حجة *** يا قرب ذلك سودداً من مولد


فرحمه الله رحمة واسعة وعوض شبابه الغض الطرى بالفردوس الأعلى*
والأمر العجيب حقاً أن 'صيتا' ابنة داهر لما علمت بوفاة محمد بن القاسم تحت التعذيب
بكت وتحرك ضميرها وذهبت لوالى العراق واعترفت بجريمتها
فرفع أمرها للخليفة سليمان بن عبد الملك*
فأمر بقتلها جزاء وفاقاً وقصاصاً بهذا البطل العظيم .
وهكذا ينصر الله عز وجل أولياءه وجنوده ولو بعد حين
ويظهر براءتهم للعالمين حتى لا تبقى فى صدور أى من الناس شىء عنهم .
**==**





يتبع
 

الكلمات الدلالية (Tags)
السنود


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لـ مـنـتـديـات آل ســنـدي الــرســـمــيـة - علماً أن المشاركات المطروحة تمثل كاتبها فقط ولا تعني وجهة نظر المنتدى وإدارته ..